بالفيديو والصور.. نرصد 6مشاهد فى هجوم الغدر والخسة على الأمن بجامعة الأزهر.. طلاب الإخوان يشغلون القوات بالتظاهر.. وسيارة تطلق الرصاص من الخلف.. والحصيلة استشهاد 3 أبرياء وإصابة 9 آخرين
الثلاثاء، 20 مايو 2014 - 06:52
حادث جامعة الأزهر
كتب أحمد مرعى - تصوير حسين طلال
يرصد "اليوم السابع" أبرز 6 مشاهد وقعت فى حادث الهجوم الإرهابى الذى نفذه مجهولون يستقلون سيارة ملاكى، مساء أمس الاثنين، على قوات الأمن لدى تعاملهم مع طلاب جماعة الإخوان الإرهابية بالمدينة الجامعية بالأزهر.
وأسفر الحادث الإرهابى عن استشهاد 3 مجندين شرطة وهم كل من "تامر محمد مصطفى"، و"محمود عبد السلام"، و"معوض أحمد"، وإصابة 8 مجندين آخرين فى الهجوم، بالإضافة إلى المقدم محمد الصعيد رئيس مباحث قسم شرطة مدينة نصر ثانى، وتم نقل المصابين للمستشفى لتلقى العلاج.
المشهد الأول.. تمركز أمنى بمحيط جامعة الأزهر
كعادة قوات الأمن خلال الفترة الأخيرة، تتمركز قوة أمنية بالمنطقة المحيطة بمقر جامعة الأزهر بمدينة نصر، وتنتظر وصول إشارة من غرفة النجدة بخروج مسيرات أو تظاهرات لأعضاء الجماعة الإرهابية من الطلاب أو المواطنين، وتتدخل على الفور لفض تلك التظاهرات.
وكان فى هذا الوقت متمركز نحو 4 سيارات أمن مركزى وقوة من قسم شرطة مدينة نصر ثانى يقودهم المقدم محمد الصعيدى رئيس مباحث القسم والرائد أحمد وجيه معاون مباحث القسم، وينتظرون قدرهم فى المواجهة مع المسيرات الليلية لطلاب الأزهر من الجماعة الإرهابية.
المشهد الثانى.. خدعة مظاهرة طلاب الإخوان من المدينة الجامعية
بدأت ملامح الخدعة جلية فى تمام الساعة التاسعة مساء أمس الاثنين، واضحة لدى الجميع، وخرج نحو 250 طالبا من إخوان المدينة الجامعية للأزهر فى مسيرة تندد بالأحداث الأخيرة، وبدأوا فى السير بخبث لنصب الكمين لرجال الأمن المركزى والمباحث من قسم مدينة نصر ثان.
وتوجهت المسيرة التى انطلقت من بوابة الجامعة بكل هدوء وحذر صوب قوات الأمن المتمركزة على مسافة لا تقل عن 500 متر من المنطقة، ويرددون هتافات معادية لوزارة الداخلية والقوات المسلحة لاستفزاز القوات المتمركزة بمحيط الجامعة.
فتحفز رجال الشرطة والأمن المركزى وجهزوا أنفسهم، لأن التعليمات وصلت إليهم من قائدهم بالاستعداد الجيد لأنهم متوجهين نحو المسيرة لتفريقها ككل يوم، ولكنهم لم يكن يخطر ببالهم أنهم متوجهون نحو حتفهم، ولم يدرى أحد منهم أنه لن يرى أسرته أو زوجته أو أبناءه مجدداً.
وبخطى ثقيلة من عبء الملابس والزى الجديدة لرجال الأمن المركزى الذى يزيد على 25 كيلو، توجهوا وأعينهم تملؤها الرغبة فى الزود عن ممتلكات بلادهم، وتفريق تلك المسيرة قبيل تنفيذها أية عمليات تخريبية بالمنطقة.
المشهد الثالث.. بدء عملية التمويه والاشتباك لإشغال القوات
تجمع مجندو الأمن المركزى ورجال الشرطة وقادتهم حولهم ويحمسونهم لتفريق المسيرة الطلابية خلال لحظات معدودة، وتجمعوا فى مشهد مهيب وتوجهوا لمحاربة من يملئ قلوبهم الحقد والكراهية لهم، وأطلقوا صيحات قطاع الأمن المركزى التى هزت أرجاء الشارع بأكمله.
وبدأ الطلاب لدى اقتراب القوات منهم فى تنفيذ عملية التمويه المتفق عليها مع مرتكبى حادث الغدر برجال أقحموا فى العملية السياسية لكونهم رجال مهمتهم الأولى والأخيرة الحفاظ على الأمن، واشتبك الطلاب مع الأمن بالحجارة وزجاجات المولوتوف لإشغالهم بالتظاهرة فقط.
وبالفعل نجح مخطط الطلاب فى الغدر بالقوات، وانشغلت معهم جميع القوات، وحجزوا بنادق الدفع لإطلاق الغاز المسيل للدموع نحوهم، ويركض هنا مجند لإحضار قنابل الغاز من مدرعة الشرطة التى على بعد أمتار قليلة من مقدمة القوات، وينحنى آخر على ركبتيه لتثبيت بندقية الدفع كى يستطيع تحمل ردتها القوية عقب الإطلاق.
ويدخل الطلاب فى حالة تشتيت للقوات بإلقاء الحجارة من الأرض ويعتلى آخرون أعلى أسطح المنازل والمبانى المجاورة لمكان الاشتباكات لتشتيت القوات معهم، حتى يتفرق تجمع الأمن ويخرجون من الكتلة الواحدة التى يصعب استهدافها.
المشهد الرابع.. سيارة ملاكى تغدر بالقوات وتطلق الرصاص من الخلف
عقب نجاح طلاب فى مخططهم، ظهرت فى الأفق سيارة ملاكى ماركة "سكودا" فضى اللون تسير مسرعة صوب القوات من خلفهم، والمناوشات والاشتباكات مع طلاب الأزهر جعلت القوات لا تركز نهائياً مع الخطر القادم من الخلف.
والسيارة التى تحمل لوحات عليها رقم "316" يستقلها 3 رجال وبجوار القائد سيدة منتقبة -بحسب شهود عيان- وفتح أحدهم سقف السيارة لتسهيل مهمته فى استهداف رجال الشرطة الذين يتعاملون مع طلاب الإخوان، بينما يستعد الآخرون فى تجهيز أسلحتهم والسيارة مسرعة نحو القوات.
وما أن اقتربت السيارة من القوات وعلى بعد 200 متر، حتى بدأ الإرهابيون فى إطلاق وابلاً من الأعيرة النارية ورصاصات الغدر صوب رجال الأمن ومن الخلف، حتى أفرغوا كل ذخيرتهم تماماً فى القوات، وتزامن إطلاق الأعيرة النارية مع هروب الطلاب من أمام القوات لداخل المدينة الجامعية، وهو ما يثبت أن كل ما حدث كان خطة متفق عليها من الطرفين الطلاب ومستقلى السيارة التى غدرت برجال الأمن من الخلف.
المشهد الخامس.. استشهاد 3 وإصابة 8 مجندين ورئيس مباحث مدينة نصر
عقب الإطلاق الكثيف والأهوج من قبل الأربعة إرهابيين -مستقلى السيارة الملاكى- سقط عدد من رجال الأمن المركزى، المجندين الذين أجبرتهم الحياة على ترك منازلهم وأسرهم للعمل فى الأمن للحفاظ على البلاد من غدر الإرهاب، وأمامهم خياران الأول هو العودة إلى أسرهم سالمين ويستمتعون بما تبقى لهم من حياة بين أبنائهم وزوجاتهم، والثانى نيل شرف الشهادة فى سبيل الحفاظ على أمن البلاد.
ومن بين عشرات المجندين نال 3 مجندين بقطاع الأمن المركزى بالقاهرة شرف الاستشهاد وهم يدافعون عن بلادهم أمام يد الغدر والإرهاب، وأصيب أيضاً فى حادث إطلاق النيران المقدم محمد الصعيدى رئيس مباحث قسم شرطة مدينة نصر ثان بطلقتين أحدثتا فتحتى خروج ودخول بساقه وبطنه، و8 مجندين آخرين بطلقات نارية متفرقة ما بين الرأس والبطن والصدر والكتف والساق، وتناثرت دماء وأشلاء الشهداء والمصابين فى جميع أرجاء المنطقة.
وعقب مرور لحظات على سقوط 11 من رجال الأمن، اتجهت صوب المكان 9 سيارات إسعاف لنقل المصابين إلى مستشفى الشرطة بمدينة نصر ومستشفى التأمين الصحى لإنقاذ المصابين.
المشهد السادس.. الحزن والذهول يخيم على قيادات وضباط ومجندى العاصمة
عقب سقوط المجندين القتلى والجرحى، سادت حالة من الحزن الشديد ولوحظت فى أعين جميع زملائهم ممن كانوا يخدمون معهم فى هذا الحادث المفجع.
كما أصيبت قيادات مديرية أمن القاهرة بحالة من الحزن الشديد على سقوط الشهداء والمصابين، بداية من مدير أمن القاهرة اللواء على الدمرداش الذى أصيب بصدمة عقب تلقيه خبر الهجوم وسقوط شهداء ومصابين، حتى باقى ضباط العاصمة الذى اتشحت قلوبهم بالسواد على فراق أخوتهم فى النضال ضد إرهاب يستهدف كل طيب وجميل فى وطن لا يعرف الهزيمة أو الاستسلام مهما بلغت الخسائر والتضحيات.
الثلاثاء، 20 مايو 2014 - 06:52
حادث جامعة الأزهر
كتب أحمد مرعى - تصوير حسين طلال
يرصد "اليوم السابع" أبرز 6 مشاهد وقعت فى حادث الهجوم الإرهابى الذى نفذه مجهولون يستقلون سيارة ملاكى، مساء أمس الاثنين، على قوات الأمن لدى تعاملهم مع طلاب جماعة الإخوان الإرهابية بالمدينة الجامعية بالأزهر.
وأسفر الحادث الإرهابى عن استشهاد 3 مجندين شرطة وهم كل من "تامر محمد مصطفى"، و"محمود عبد السلام"، و"معوض أحمد"، وإصابة 8 مجندين آخرين فى الهجوم، بالإضافة إلى المقدم محمد الصعيد رئيس مباحث قسم شرطة مدينة نصر ثانى، وتم نقل المصابين للمستشفى لتلقى العلاج.
المشهد الأول.. تمركز أمنى بمحيط جامعة الأزهر
كعادة قوات الأمن خلال الفترة الأخيرة، تتمركز قوة أمنية بالمنطقة المحيطة بمقر جامعة الأزهر بمدينة نصر، وتنتظر وصول إشارة من غرفة النجدة بخروج مسيرات أو تظاهرات لأعضاء الجماعة الإرهابية من الطلاب أو المواطنين، وتتدخل على الفور لفض تلك التظاهرات.
وكان فى هذا الوقت متمركز نحو 4 سيارات أمن مركزى وقوة من قسم شرطة مدينة نصر ثانى يقودهم المقدم محمد الصعيدى رئيس مباحث القسم والرائد أحمد وجيه معاون مباحث القسم، وينتظرون قدرهم فى المواجهة مع المسيرات الليلية لطلاب الأزهر من الجماعة الإرهابية.
المشهد الثانى.. خدعة مظاهرة طلاب الإخوان من المدينة الجامعية
بدأت ملامح الخدعة جلية فى تمام الساعة التاسعة مساء أمس الاثنين، واضحة لدى الجميع، وخرج نحو 250 طالبا من إخوان المدينة الجامعية للأزهر فى مسيرة تندد بالأحداث الأخيرة، وبدأوا فى السير بخبث لنصب الكمين لرجال الأمن المركزى والمباحث من قسم مدينة نصر ثان.
وتوجهت المسيرة التى انطلقت من بوابة الجامعة بكل هدوء وحذر صوب قوات الأمن المتمركزة على مسافة لا تقل عن 500 متر من المنطقة، ويرددون هتافات معادية لوزارة الداخلية والقوات المسلحة لاستفزاز القوات المتمركزة بمحيط الجامعة.
فتحفز رجال الشرطة والأمن المركزى وجهزوا أنفسهم، لأن التعليمات وصلت إليهم من قائدهم بالاستعداد الجيد لأنهم متوجهين نحو المسيرة لتفريقها ككل يوم، ولكنهم لم يكن يخطر ببالهم أنهم متوجهون نحو حتفهم، ولم يدرى أحد منهم أنه لن يرى أسرته أو زوجته أو أبناءه مجدداً.
وبخطى ثقيلة من عبء الملابس والزى الجديدة لرجال الأمن المركزى الذى يزيد على 25 كيلو، توجهوا وأعينهم تملؤها الرغبة فى الزود عن ممتلكات بلادهم، وتفريق تلك المسيرة قبيل تنفيذها أية عمليات تخريبية بالمنطقة.
المشهد الثالث.. بدء عملية التمويه والاشتباك لإشغال القوات
تجمع مجندو الأمن المركزى ورجال الشرطة وقادتهم حولهم ويحمسونهم لتفريق المسيرة الطلابية خلال لحظات معدودة، وتجمعوا فى مشهد مهيب وتوجهوا لمحاربة من يملئ قلوبهم الحقد والكراهية لهم، وأطلقوا صيحات قطاع الأمن المركزى التى هزت أرجاء الشارع بأكمله.
وبدأ الطلاب لدى اقتراب القوات منهم فى تنفيذ عملية التمويه المتفق عليها مع مرتكبى حادث الغدر برجال أقحموا فى العملية السياسية لكونهم رجال مهمتهم الأولى والأخيرة الحفاظ على الأمن، واشتبك الطلاب مع الأمن بالحجارة وزجاجات المولوتوف لإشغالهم بالتظاهرة فقط.
وبالفعل نجح مخطط الطلاب فى الغدر بالقوات، وانشغلت معهم جميع القوات، وحجزوا بنادق الدفع لإطلاق الغاز المسيل للدموع نحوهم، ويركض هنا مجند لإحضار قنابل الغاز من مدرعة الشرطة التى على بعد أمتار قليلة من مقدمة القوات، وينحنى آخر على ركبتيه لتثبيت بندقية الدفع كى يستطيع تحمل ردتها القوية عقب الإطلاق.
ويدخل الطلاب فى حالة تشتيت للقوات بإلقاء الحجارة من الأرض ويعتلى آخرون أعلى أسطح المنازل والمبانى المجاورة لمكان الاشتباكات لتشتيت القوات معهم، حتى يتفرق تجمع الأمن ويخرجون من الكتلة الواحدة التى يصعب استهدافها.
المشهد الرابع.. سيارة ملاكى تغدر بالقوات وتطلق الرصاص من الخلف
عقب نجاح طلاب فى مخططهم، ظهرت فى الأفق سيارة ملاكى ماركة "سكودا" فضى اللون تسير مسرعة صوب القوات من خلفهم، والمناوشات والاشتباكات مع طلاب الأزهر جعلت القوات لا تركز نهائياً مع الخطر القادم من الخلف.
والسيارة التى تحمل لوحات عليها رقم "316" يستقلها 3 رجال وبجوار القائد سيدة منتقبة -بحسب شهود عيان- وفتح أحدهم سقف السيارة لتسهيل مهمته فى استهداف رجال الشرطة الذين يتعاملون مع طلاب الإخوان، بينما يستعد الآخرون فى تجهيز أسلحتهم والسيارة مسرعة نحو القوات.
وما أن اقتربت السيارة من القوات وعلى بعد 200 متر، حتى بدأ الإرهابيون فى إطلاق وابلاً من الأعيرة النارية ورصاصات الغدر صوب رجال الأمن ومن الخلف، حتى أفرغوا كل ذخيرتهم تماماً فى القوات، وتزامن إطلاق الأعيرة النارية مع هروب الطلاب من أمام القوات لداخل المدينة الجامعية، وهو ما يثبت أن كل ما حدث كان خطة متفق عليها من الطرفين الطلاب ومستقلى السيارة التى غدرت برجال الأمن من الخلف.
المشهد الخامس.. استشهاد 3 وإصابة 8 مجندين ورئيس مباحث مدينة نصر
عقب الإطلاق الكثيف والأهوج من قبل الأربعة إرهابيين -مستقلى السيارة الملاكى- سقط عدد من رجال الأمن المركزى، المجندين الذين أجبرتهم الحياة على ترك منازلهم وأسرهم للعمل فى الأمن للحفاظ على البلاد من غدر الإرهاب، وأمامهم خياران الأول هو العودة إلى أسرهم سالمين ويستمتعون بما تبقى لهم من حياة بين أبنائهم وزوجاتهم، والثانى نيل شرف الشهادة فى سبيل الحفاظ على أمن البلاد.
ومن بين عشرات المجندين نال 3 مجندين بقطاع الأمن المركزى بالقاهرة شرف الاستشهاد وهم يدافعون عن بلادهم أمام يد الغدر والإرهاب، وأصيب أيضاً فى حادث إطلاق النيران المقدم محمد الصعيدى رئيس مباحث قسم شرطة مدينة نصر ثان بطلقتين أحدثتا فتحتى خروج ودخول بساقه وبطنه، و8 مجندين آخرين بطلقات نارية متفرقة ما بين الرأس والبطن والصدر والكتف والساق، وتناثرت دماء وأشلاء الشهداء والمصابين فى جميع أرجاء المنطقة.
وعقب مرور لحظات على سقوط 11 من رجال الأمن، اتجهت صوب المكان 9 سيارات إسعاف لنقل المصابين إلى مستشفى الشرطة بمدينة نصر ومستشفى التأمين الصحى لإنقاذ المصابين.
المشهد السادس.. الحزن والذهول يخيم على قيادات وضباط ومجندى العاصمة
عقب سقوط المجندين القتلى والجرحى، سادت حالة من الحزن الشديد ولوحظت فى أعين جميع زملائهم ممن كانوا يخدمون معهم فى هذا الحادث المفجع.
كما أصيبت قيادات مديرية أمن القاهرة بحالة من الحزن الشديد على سقوط الشهداء والمصابين، بداية من مدير أمن القاهرة اللواء على الدمرداش الذى أصيب بصدمة عقب تلقيه خبر الهجوم وسقوط شهداء ومصابين، حتى باقى ضباط العاصمة الذى اتشحت قلوبهم بالسواد على فراق أخوتهم فى النضال ضد إرهاب يستهدف كل طيب وجميل فى وطن لا يعرف الهزيمة أو الاستسلام مهما بلغت الخسائر والتضحيات.